فبالإضافة إلى النزاعات المتجددة، ما زالت البلاد تعاني من حالات طوارئ متزامنة تشمل الفيضانات الشديدة وانعدام الأمن الغذائي وتفشي الأمراض. ووفقًا للأمم المتحدة، يحتاج ثلثا الناس إلى المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.
تقدم فرقنا مجموعة من الخدمات التي تشمل الرعاية الصحية العامة والصحة النفسية والرعاية المتخصصة في المستشفى. وتقدم فرقنا المتنقلة كذلك المساعدة الصحية للنازحين والمجتمعات النائية في ثماني من أصل عشر ولايات وفي منطقتين إداريتين اثنين. وعلاوة على الاستجابة لحالات الطوارئ وتفشي الأمراض، نُجري كذلك أنشطة وقائية على غرار حملات التلقيح والوقاية الكيميائية من الملاريا الموسمية وتوفير المياه الآمنة الصالحة للشرب وتوزيع المواد غير الغذائية.
كيف نستجيب؟
لقي عشرات آلاف الأشخاص في جنوب السودان حتفهم، وأُجبر واحد من بين كل ثلاثة أشخاص تقريبًا على ترك منازلهم منذ تجدد النزاع في ديسمبر/كانون الأول 2013. وتعمل فرقنا باستمرار على تكييف استجابتها لضمان استمرارنا في تقديم المساعدة الطبية والإنسانية للنازحين. كما نقوم بتوفير الرعاية الصحية الطبية والنفسية التي تشتد الحاجة إليها في مخيمات حماية المدنيين السابقة والحالية، حيث لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص محاصرين في بيئة عدائية وغير صحية.
تكاد الرعاية الطبّية تكون معدومة لدى سكّان المناطق النائية من جنوب السودان. ندير المستشفيات والعيادات ونقدّم الدعم إلى المرافق الحكومية القائمة، ولا سيما فيما يتعلّق برعاية الأمهات والاطفال وحديثي الولادة والرعاية الجراحية والدعم النفسي. نقوم كذلك بتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية المجتمعية وندير أنشطة التوعية والوقاية كحملات التلقيح.
يعاني جنوب السودان من تفشي الأمراض السارية بشكل متكرر، بما في ذلك الحصبة والكوليرا. وتعدّ الملاريا مرضًا متوطنًا أيضًا وهي أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة خصوصًا بين الأطفال. لذلك، نعمل بالتعاون مع وزارة الصحة على تنظيم حملات تلقيح واسعة النطاق ضد هذه الأمراض. ونقدم أيضًا العلاج الوقائي الموسمي للملاريا، نقدم الرعاية والعلاج للمرضى لجميع الأمراض.
يعاني جنوب السودان من عبئ كبير من الأمراض المهملة مثل الكالازار ومرض النوم ولدغات الثعابين. تقدم فرقنا الرعاية المتخصصة للأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض في مرافقنا. وندعو أيضًا إلى تحسين فرص الحصول على العلاج، نظرًا لقلة الخيارات المتاحة في البلاد.
شهد جنوب السودان سنوات متتالية من الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة. وقد أُجبر مئات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم والعيش في ظروف مزرية مع محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب والغذاء. وقد أدى هذا الوضع المتكرر إلى تفاقم خطر تفشي الأمراض المعدية والأمراض المنقولة بالمياه. ندير عيادات متنقلة في المناطق النائية لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وغالبًا ما نقدم إحالات الطوارئ عن طريق القوارب. نعمل أيضًا على توزيع مواد الإغاثة مثل الخيام وصفائح المياه.
إن توفير المياه النظيفة الصالحة للشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي بشكل صحيح من شأنهما أن يحميا الناس من الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا. توفر فرقنا المياه النظيفة وتدير نظامًا لإدارة النفايات في جميع المرافق الصحية التي نعمل فيها. نساعد أيضًا في توفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي المناسب في المناطق المتضررة من النزاع وفي المناطق التي تعيش فيها المجتمعات النازحة.
بعد عقود من النزاع ونقص الاستثمار، ما زال النقص الحاد في البنية التحتية الصحية والمهنيين الطبيين المؤهلين يشكل تحديات كبيرة أمام تطوير نظام رعاية صحية جيد في البلاد. تقوم أكاديمية أطباء بلا حدود للرعاية الصحية بتدريب العاملين المحليين في مجال الرعاية الصحية من جنوب السودان في عدة ولايات لتعزيز الكفاءات وتحسين جودة الرعاية.